السعادة مشكلة -->
U3F1ZWV6ZTM3NjA3Mjc2MDg1X0FjdGl2YXRpb240MjYwMzg1NTExOTQ=
recent
أخبار ساخنة

السعادة مشكلة

السعادة مشكلة

السعادة مشكلة 


من اجمل ما كتب مارك مانسون في كتابه ( فن اللامبالاه ) فصل بعنوان السعادة مشكلة ، في الفصل ده عرض لنا مارك معنى السعادة الحقيقية وازاي احصل عليها وايه الاسباب المنطقية اللي بتخليني تعيس في حياتي .

هاحاول اناقش معاكم اراء مانسون في معنى السعادة واللي بدا فصله بقصة حقيقية لملك كان عايش في منطقة نيبال في جبال الهيمالايا والقصة دي من 2500 سنة تقريبا ، الملك ده كان هينجب طفل فقرر يخلي حياه طفله كلها سعادة وتلبية مطالبه اهم حاجة ، وبدا ينفذ كدا بالفعل بعد ما أنجب الطفل واول حاجة عملها انه فصله عن العالم الخارجي تماما ، بانه شيد اسوار عالية حوالين قصره ، عشان ميشوفش أي معاناه من معاناه البشر العاديين ، ودلع طفله ده اخر دلع ، هدايا والعاب وخدم تحت امره في أي حاجة ، وبكدا اعتقد الملك ان ابنه هيبقى في غاية السعادة لان مفيش حاجة ناقصاه ، لكن للاسف اللي حصل عكس كدا تماما ، انتهت طفولة الامير ودخل مرحلة الشباب وبدا يحس بان حياته ملهاش قيمة ومفيش أي تجربة تستحق المغامرة لان مفيش أي تجارب اصلا ، والاصعب من كدا ان بدا يحس ان أي شيء بيقدمه له ابوه الملك ملهش قيمة ولا معنى ، وجه في يوم طلب الامير من خادم عنده يطلعه برة القصر ويشوف الحياة برة ن وخرج في ليلة وراح لقرية بسيطة وطبعا اتصدم من اللي شافه😱 ، شاف ناس مريضة ودي كانت اول مرة يشوف حد مريض ، وشاف ناس مش لاقية تاكل ، وناس بتمووت ، وهنا كانت الازمة الحقيقية بعد مارجع الامير القصر ، اكتشف انه قدام مشكلة وجودية ، ودخل في حالة تعاسة اكبر من الاول ، والقى باللوم على والده وكره الثراء ، وحس ان الغنى اللي هو فيه سبب تعاسته ، فقرر يهرب من القصر وميرجعش تاني ابدا ، وبالفعل اتنازل عن مكانته وملكه وخرج من القصر ونام في الشوارع وجوع نفسه وذلها وعذبها وكان بياكل بواقي اكل الغرباء وفضل كدا كذا سنة واعتقد ان بكدا يوصل للمعنى الحقيقي للحياه ، لكن موصلش لحاجة ، فقرر يفكر اكتر ويبحث اكتر ، وبعد مدة كبيرة من التأمل والتفكير والبحث ، توصل الامير الى عدة امور اهمها ، ان الحياة نفسها نوع من انواع المعاناه ، بمعنى ان أي انسان عايش لازم يعاني ، مثلا : الاغنياء بيعانوا بسبب غناهم ، والفقراء بيعانوا بسبب فقرهم ، واللي عنده اسرة بيعاني لانه مسؤول عن اسرة ، واللي معندوش اسرة بيعاني لانه نفسه يكون عنده اسرة ،وامور كتير تانية ادركها الامير وكون بيها فلسفة خاصة ، والامير ده كان 👈( بوذا ) اكيد كلنا عندنا فكرة عن الفيلسوف بوذا .

بعد القصة دي وضح مانسون ان احنا مركبين كدا ، مركبين بحيث نكون غير راضيين مهما حققنا ، لان عدم الرضا ده هو اللي بيخلي الانسان يقوم ويبحث ويحاول ويفشل لحد ماينجح ويوصل للرضا ، وهكذا .

وضح مانسون كمان ان الالم اللي كلنا بنكرهه ، مفيد جدا لينا لانه هو اللي بينبهنا ويعلمنا ، الالم هو اللي بيساعدنا في فهم الاشياء وفهم حدودنا وعدم تجاوزها ، زي مثلا ماحطش ايدي في مياه مغليه مثلا .

مانسون كان يقصد الالم الجسدي وكمان النفسي ، واللي ميقلش اهمية عن الالم الجسدي ، لان الالم النفسي مؤشر ان هناك حاجة مش تمام لازم انتبه واخد بالي منها .

تاتي السعادة من حل المشكلات :

عنوان جميل جدا بدا بيه مانسون فقرته التالية من الباب ، بانه وضح ان المشاكل ثابت من ثوابت الحياة ، وغالبا حل مشكلة بيؤدي الى مشكلة اخرى تؤدي هي ايضا الى حل وهكذا بشكل حلزوني مستمر باستمرار الحياة ، مثلا : مشكلتك الصحية حلها ان تذهب الى احدى النوادي الرياضية ، وهذا حل ومشكلة ايضا لانك هتتضطر تصحى بدري للوصول الى النادي قبل الوصول الى عملك ، ومشكلة اخري نشات مثل التعرق بسبب التمارين التي مارستها ، واضطرارك الى الاستحمام وتغيير ملابسك قبل الذهاب الى عملك وما يتبع ذلك من تاخير في مواعيدك ، لو ركزت في حل كل مشكلة من مشاكلك اليومية هتلاقي نفسك قدام مجموعة مسائل رياضية تحتاج الى حل .

المشاكل لا يمكن ان تتوقف ابدا ، لكن يمكن ان تحلها لتستعد لاخرى ، او تتركها تكبر فتصير ازمة وممكن تتحول الى كارثة ، يعني الحل الوحيد لتجنب المشاكل هو ، حلها ، هي دي الخلطة السحرية للسعادة لما تقف وانت منتصر على مشكلة وتكون قادر على حلها ، البعض من الناس انا اعرفهم شخصيا هؤلاء الناس باسميهم خارقون ، لان لو معندهمش مشاكل تحتاج الى حل يقعو في حالة ملل وبيحسو ان ادمغتهم وقفت عن التمرن ، لانهم دايما بيعتبرو المشاكل بمثابة تمارين رياضية ومفيدة جدا لنشاط العقل وعدم توقفه عن العمل واتفكير.

ده معناه ان السعادة الحقيقية مش في عدم وجود مشاكل وكان بوذا دليل على كدا ، لانه مكانش عنده أي مشاكل ومع ذلك كان تعيس جدا .

السعادة الحقيقية هي وجود مشاكل واستمتاعك بحلها ، يعني مش هتحصل على السعادة الا اذا كان عندك مشاكل تستمتع بحلها .

مهما كانت مشاكلك ، حلها وكن سعيدا واستمتع بالمغامرة .

لكن مش كل الناس هتدرك الكلام ده يوجد انواع من البشر ينظرون الى المشاكل بطرق او بنظرات مختلفة مثل :

الانكار

هؤلاء ينكرون وجود مشكلة من الاساس ، أي ينكرو الواقع او يحاولو يخفوه ، فطبعا المشكلة كدا مش هتتحل ، بل تتازم وتتحول الى ازمة ، وهم نفسهم يتحولوا الى حالة من العصبية وعدم الامان .

ذهنية الضحية :

 ما اكثرهم في مجتمعاتنا ، دائما يسمي نفسه بالضحية وانه مهما عمل مشكلته مش ممكن تتحل ، رغم انه عنده القدرة لحلها وكان ممكن ينقذ نفسه من الوقوع في ازمة او كارثة لو بس فكر ، بدل ما طول الوقت يلقي باللوم على الاخرين .

الهروب المؤقت :

ده بيهرب من المشكلة الي عالم افتراضي هو صنعه بنفسه وده بيبقي بطرق كتيرة تديه حلول وقتية قصيرة لكن المشكلة مازالت قائمة ، زي شرب الكحول او تعاطي المخدرات ، ظنا منه انها تديه بعض الهدوء والقدرة علي التفكير لكن الحقيقة هي بتدي وهم وبتوسع استقبال المصايب بصدر رحب ولا كأن حاجة حصلت ، وبكده يكون عمل مشاكل تانية تابعة للمشكلة الاساسية وزود جبل المشاكل بدون أي محاولة منه بحلها ورفض مساعدة الاخرين وعدم الاخذ براي أي من المقربين حتى لو كان رايهم هو الصح وممكن ينهي المشكلة ، هؤلاء الناس كسالى مستسلمين دايما بيشوفوا الحل الاسهل ويعملوه ، حتى لو كان مدمر ووهم .

اختر ما تكافح من اجله

لو سالتك ايه اللي عايزه من حياتك؟

ممكن الاجابة تكون : عايز اكون سعيد ومستقر عندي بيت واولاد وشغل، تقريبا دي هتكون اجابة معظمنا .

السؤال الاصعب هو :

 ايه الالم اللي عايزه في حياتك / بمعنى ايه اللي تظن انك مستعد تكافح عشانه ؟

الكفاح هو المحدد للي بعد كدا بمعنى ان الطريق الى السعادة مش مفروش بالورود ، لكدا لازم تختار الالم اللي تقدر تتحمله عشان تجني من وراه السعادة ، ممكن ابسطهالك اكتر على لسان مانسون لما كان صغير ، كان حلمه يبقى عازف جيتار وفضل كتير يحلم بكدا لكن لما كبر اكتشف انه مش مستعد يتحمل الالم اللي هيوصله لحلمه ده ، يعني مش مستعد يشيل الة على ضهره ويتمرن يوميا مع مجموعة شباب بمختلف الشخصيات ، او يتحمل عطل الة او فشل حفلة ، هو بس بيحلم يبقى على المسرح والكل ينبهر بصوته وعزفه ، وطبعا الحلم لن يصبح على ارض الواقع الا اذا انت اخترت الكفاح من اجل تحقيقه ،

زي نفسي اقف على قمة الجبل الرائع ده بس مبحبش تسلق الجبال ، ده كدا مش هدف لانك مش مستعد تكافح عشانه والنتيجة انك عمرك مهتوصل لقمة الجبل . لانك عايز النتيجة ، مش الصراع من اجلها .

اذاً السؤال الاساسي اللي مانسون بيساله لينا كلنا دلوقتي واللي المفروض احنا كمان نسأله لنفسنا هو:

 من انت ؟ ايه الهدف اللي مستعد تحارب عشانه ؟ واين انت الان ؟

هذه ابسط مكونات الحياة : صراعاتنا تحدد نجاحاتنا ، ومشاكلنا تلد سعادتنا ، التي تخلق مشاكل هي ايضا سوف تلد سعادة جديدة ، عملية حلزونية تنتهي بانتهاء الحياة . اذاالمتعة الحقيقية كامن في التسلق ، تسلق ولا تتوقف . الى ان تصل ......

الاسمبريد إلكترونيرسالة